السبت، 20 نوفمبر 2010

تقرير مطول عن محاضرة عمرو خالد المثيرة للجدل في دائرة المحجوب


محاضرة لعمرو خالد في دائرة المحجوب الانتخابية تثير الجدل


■ الجمعية صاحبة الدعوة يرأسها الوزير...وحسام تمام المسألة تبادل مصالح مع الحزب الوطني.



كتب – عبد الرحمن يوسف نشر بجريدة الشروق بتاريخ 19 / 11 / 2010


في خطوة تنذر بتفجير جدل شديد في الأوساط السياسية والدعوية أطلق عمرو خالد عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" دعوة إلي لقاء جماهيري مفتوح بالإسكندرية مساء السبت القادم بمنطقة أبو سليمان كبداية لتأسيس مرحلة جديدة من عودته إلي الدروس عبر التواصل الجماهيري المباشر بعد توقف دام لسنوات عديدة دارت حولها الأحاديث عن منعه من إلقاء مثل هذه المحاضرات داخل مصر فضلا عن إبعاده خارج القطر كله.

الدعوة التي أطلقها خالد جاءت أثناء تأديته لمناسك الحج هذا العام اعتبر أنها تمثل "بشرى جديدة لمحبيه" موضحا أن الدعوة جاءت من "جمعية إسكندرية للتنمية وهي دعوة عامة تقام بسرادق كبير بوسط الشارع".

لكن ما لم يقله عمرو خالد أن هذه الجمعية يرأس مجلس إدارتها وزير التنمية المحلية اللواء عبد السلام المحجوب مرشح الحزب الوطني بدائرة الرمل على مقعد الفئات وهي الدائرة التي يقع بداخلها منطقة اللقاء الجماهيري الذي دعا إليه خالد وأنها أُسست فقط بعد ترشح المحجوب عبر عدد من رجال أعمال المحافظة المؤيدين للمحجوب وأقامت مؤتمرا للتوظيف السبت الماضي وتختم فاعليتها السبت القادم بحضور خالد.

حسام تمام الباحث في شئون الحركات الإسلامية فسر دعوة خالد وعودته في هذا التوقيت الحساس عبر جمعية يرأسها سياسي بحجم المحجوب بأنه محاولة من خالد "للبحث عن مكان له جماهيريا في ضوء فرصة متاحة له يسعى لاقتناصها كشخص يسعى لاقتناص الفرص منذ ظهوره إعلاميا".

ورجح تمام أن شبهة التوظيف سياسي من الحزب الوطني ظاهرة بوضوح لكن خالد – والحديث لتمام – له وجهة نظر تتجلى في رغبته في التواصل الجماهيري على جناح شخصية لها وزن مثل المحجوب يحظى بقبول واسع من قبل أطراف خارج الحزب ويقود وزارة تهتم بالتنمية وخالد له اهتمامات مشابهة بهذا الأمر ،ومن ثم " هناك تلاقي مصالح بين الطرفين يجعل هذا اللقاء على الرغم من خطئه إلا أنه مفهوما في سياق المصالح المتبادلة".

وعن الحملات التي تشن على خالد عبر الإنترنت أشار تمام إلي أنه يتقبل هذه الحملة إن كانت خارجة من أطراف تفصل بوضوح بين الديني والسياسي مثل أنصار البرادعي أو شباب أحزاب المعارضة إلا أن انتقاد شباب الإخوان لخالد يعد غريبا فهو بلقائه هذا "يعود إلي جذوره الإخوانية في خلط ما هو ديني بما هو سياسي" ، داعيا خالد إلي تأجيل الموضوع إلي ما بعد الانتخابات وترك مسافة بينه وبين التنافس السياسي بين القوى السياسية.

"هذه متاجرة انتخابية رخصيه" هكذا علق صبحي صالح مرشح الإخوان أمام المحجوب على هذا المؤتمر ودعوة جمعية المحجوب لخالد، معتبرا أن هذا اللقاء سيخصم من رصيد خالد كشاب يدعو إلي الله لأنه " قدم نفسه للناس في إطار البعد عن السياسية وأعلن عبر شاشات التلفاز عدم الانحياز لأي طرف سياسي" مضيفا أن استجابته لهذه الدعوة " نكوصا على مبادئه".

وواصل صبحي قائلا " خالد لن يكون إلا أداة للحزب الوطني تُستخدم في مؤتمر انتخابي لمواجهة المشروع الإسلامي" ،رافضا القول بأن يكون خالد عاد لجذوره الإخوانية "لأنه لو فعل ذلك لكان لقائه من خلال نواب الإخوان" ، مشيرا أن الإخوان "لديهم مشروع واضح منذ عام 28 لا يفصل الدين عن الدولة ولكن خالد لم يكن واضحا وشفافا في دعوته الأخيرة".

وتحدى صالح خالد أن يقبل الاشتراك في مؤتمرات للتنمية تعقدها جمعية تابعة للبرادعي أو الإخوان أو القوى المعارضة، "إن كان هدفه التنمية حقا في هذا التوقيت" متسائلا " لماذا يسمح الأمن لخالد الآن بالتحرك جماهيريا في الشارع؟".


ليست هناك تعليقات: