الأربعاء، 13 يناير 2010

لقائي على القناة الخامسة بالتلفزيون المصري



لقائي على القناة الخامسة بالتلفزيون المصري


هذا لقاء تم تسجيله مع برنامج القراءة للجميع على القناة الخامسة بالتلفزيون المصري من داخل مكتبة الإسكندرية بتاريخ 6 / 12 / 2009 و تم إذاعته يوم السبت 9 يناير 2010.


قصة هذا الحوار



كنت بداخل مكتبة الإسكندرية مع صديقي أحمد ناجي للتجهيز لإدارة صالون أدوار الثقافي و الذي حُدد له موضوع القومية العربية آنذاك ، و كان التلفزيون يصور هناك حلقة من داخل المكتبة عن القراءة و طلبوا أن يسجلوا معنا حلقة للبرنامج فوافقت و أعتذر صديقي أحمد ناجي.


و بالفعل قمت بإجراء الحوار الذي ستشاهدونه متخللا فاصلا صغيرا عن البرنامج و هو يدور حول كتاب قراته في المكتبة و الموضوع الذي يدور حوله و بالطبع كان عن القومية العربية ثم تطرقنا في الجزء الثاني من البرنامج لمباراة الجزائر و تحدثت بنبذة صغيرة عن كتاب الحرب الباردة الثقافية.

يسعدني تعليقكم سواء على ما جاء بمحتوى الحلقة أو على طريقة الإجابة أو شئ ترونه يستحق التعليق.








السبت، 9 يناير 2010

على ضفاف الهايد بارك



قرأت لك


(على ضفاف الهايد بارك )
مذكرات طالبة سعودية في بريطانيا
عرض و تقديم :عبدالرحمن يوسف

صورة لبحيرة و حديقة الهايد بارك




يقع كتاب (على ضفاف الهايد بارك – مذكرات طالبة سعودية في بريطانيا ) للكاتبة السعودية مرام عبد الرحمن مكاوي في 106 صفحة من القطع المتوسط و هو إصدار دار العبيكان بالسعودية الطبعة الأولى2007 وقد طبع منه طبعة ثانية عام 2009.

و الكتاب كما تقول صاحبته " ليس فقط تسجيلا لوقائع و حوادث شخصية بل تسجيلا لتجارب قد تكون خاصة إلا أنه يمكن الخروج منها بموضوع عام يهم المجتمع "،إذ يتضمن تسجيلا لأفكارها و إنطباعتها نتيجة ما يقع معها من أمور لها دلالاتها على الشأن العام سواء في العالم أو بلدها.

الكتاب يسجل بعض من هذه التجارب في الفترة بين سبتمبر 2002 و سبتمبر 2003 حيث كانت الكاتبة في بريطانيا للحصول على الماجستير في علوم الحاسبات ( الآن حاصلة على دكتوراه في علوم الحاسبات)،كما أنها كاتبة منتظمة في صحيفة الوطن السعودية منذ أكتوبر 2003 و حتى الآن.

الكتاب يتكون من إهداء لوالديها ثم مقدمة و 19 قصة أو واقعة بالإضافة إلي ملحق به مقالتين يرتبطا ببعض وقائع الكتاب،و قد عرضت الكتاب بحسب محاور حددتها- محاولا ربط أحداث بعض الوقائع ببعضها لاستخلاص هذه المحاور.

الهايد بارك

تبدأ الكاتبة تسجيل تجاربها بوصف عام لأولى خطواتها بلندن و بالطبع تفسح جزء كبير لوصف حديقة الهايد بارك التي قالت عنها أنها أسطورة،
فالحديقة بحسب وصفها حديقة نظيفة مع خضرة ممتدة مع خدمات عامة متوسطة تفي بالغرض بالإضافة إلي بحيرة جميلة و مكان مثالي للقراءة كما أنها منتزه جيد للأطفال و العائلات هذا كله مع وجود أمني يحفظ الأمن بذكاء و حزم و في نفس الوقت لا يزعج الزوار.



وبالطبع لم يفت الكاتبة الحديث عن ركن الخطباء الذي يميز الهايد بارك فهو مكان يُعطي فيه المرء الحرية الكاملة ليقول كل ما يشاء دون تدخل من أحد ففيه يمكنك أن تسخر من ملكة بريطانيا وكل حكومات العالم و أيضا تستطيع أن تقول نكت ماجنة و تدعو إلي الدين و أن تشرح أي قضية تشاء.

و تلفت الكاتبة النظر إلي "عمق أزمة الحرية في العالم العربي من خلال ما تعكسه خطب معظم العرب في الهايد بارك بعكس قليلين منهم يعي ما يريد تحديدا من خطبته و يلقيها بإسلوب مقنع".

فكثير منهم تشعر و كأنه أول مرة يمارس الحرية فغالبية الخطابات مملوئه بالعصبية و تحقير الآخر و تصفية الخلافات المذهبية بالإضافة إلي كثير من المظاهر التي تفقدنا أنصار لقضايانا و لا يقنع أحد.

فهذا يخبر الإنجليز أننا سنستولي وظائف الإنجليز و بلادهم و آخر يدافع عن العراق عن طريق سب الحكومات الخليجية و آخر يسب اليهود كدين و جنس دون أن يصل بحديثه إلي لب القضية و أنها قضية أشخاص تهاجر لتستولي على أرض ليست أرضها.

وهذا - كما تقول الكاتبة – "الفرق بين أُناس تعرف جيدا القنوات التي تمر بها حلول مشاكلهم و آخرون لم يفتحوا فمهم قبل ذلك إلا عند طبيب الأسنان".

التعلم من مدرسة الحياة

تتعرض الكاتبة في بعض مواقف الكتاب لفكرة التعلم من الحياة بصورة مباشرة فاليوم في الحياة الحقيقية كما تقول يجبرك على استخدام عقلك و التحلي بالشجاعة لتدبر أمرك فالبكاء لن يحل أمرا بل قد يُطمع غيرك فيك أو يضحكه عليك.

و تذكر ذلك من خلال موقفين تعرضت لهما الأول حين خرجت للتسوق بمفردها للمرة الأولى و الثاني حين أخطأت في ركوب الحافلة التي تريدها،والموقفان رغم بساطتهما إلا أنهما يؤكدان من وجهة نظرها على أن "أبسط الأمور في بيئة جديدة تحتاج إلي بذل جهد للتعود عليها".

و تذكر الكاتبة موقفان آخران تعلمت منهما دروس وأفكار جديدة فحين تعطلت هيا و أختها في طريقهما بالقطار نتيجة تسرعهما في اختصار الطريق عبر ركوب عدة قطارات، تعلمت أن أسرع الطرق ليس بالضرورة أقصرها بل هو الخط المستقيم.

الموقف الآخر هو يوم أن ضاعت حافظتها و ما تحويه من بطاقات بنكية و جامعية و أوراق ثبوتية و ما عانته على مدى شهرين.
اللافت في هذه المواقف جميعها هو إشارتها الدائمة أن سنين حياتها المرفهة في بلادها و التي شبهتها ببيئة اصطناعية للسمك لم تعلمها مثل هذه الدروس العديدة التي تعلمتها في أشهر معدودة داخل الحياة الحقيقية و كيف كانت أول الأمر سمكة صغيرة في محيط.

التعايش و التسامح و نبذ الطائفية

تعالج الكاتبة في أكثر من موضع فكرة التسامح و نبذ الطائفية و الدعوة إلي التعايش الإنساني القائم على قبول الآخر المخالف لك مع التأكيد على قبوله و عدم الذوبان فيه،بالإضافة إلي عدم المساومة على المبادئ سواء الدينية أو الأخلاقية،مع تحرر الإنسان في داخلنا مع الاعتراف بالإنسان...أي إنسان.

و تحكي يوم أن وضعت طالب ( سيخي) من الهند في قالب معين بصورة ذهنية مسبقة و حكمت عليه مثلما يفعل غيرها معها كمحجبة،و لكنها تكتشف صورة مغايرة تماما عند التعامل معه.

وهي تندهش من هذا الأمر فهي لم تكن طائفية أو عنصرية يوما ما فصديقتها فاطمة الشيعية من أعز صديقاتها على الإطلاق و أحد قرائها الدائمين لم تعرف أنه شيعي إلا بعد فترة طويلة رغم تقارب وجهات النظر في موضوعات شتى بينهما.

و هي تشير في أكثر من موضوع بالكتاب إلي أسباب العنف التي تراها سياسية و مادية بالأساس يروج لها بعض أبالسة الإعلام و المنتفعين و من يصدقونهم،


فمن خلال تجربتها في بريطانيا شاهدت العجائز و الأطفال يخرجون للدفاع عن العراق في مظاهرات و فاعليات رغم اشتراك حكومتهم في الحرب لقد اكتشفت أن رفض الظلم و العدوان شئ فطري في الإنسان السوي أي كان موقعه.



لذلك فهي تجد أن "على الأفراد التحرك بمفردهم دون انتظار أحد فكل شخص يستطيع أن يبتسم و يساعد غيره من البشر كما أن كل شخص قادر على رفض التعصب من خلال إعلانه رفض هذا الأمر و مواجهته في دائرته".

بين المسرح و الفروسية

الفن و الرياضة كانا لهما نصيبا من الكتاب فقد قامت الكاتبة بأمرين لم تقم بهما من قبل في حياتها الأول هو محاولة تعلم رياضة الفروسية مع مدربة ووسط فتيات و الثاني هو مشاهدتها لمسرحية داخل المسرح.

و هي تخرج من هذه التجربة الجديدة بفكرتين، الأولى: ما الذي يمنع من وجود أندية خاصة لتعلم الفتيات الرياضة – و لاسيما الفروسية – ضمن الأطر الإسلامية؟!! و تسأل ألم تجاهد أم عمارة – رضي الله عنها – و هي تمتطي فرس؟!

الثانية هي المقارنة بين ما تقوم به الجامعات في بريطانيا من دعم معنوي و مادي حقيقي للفنون الجادة فلا عجب أن تكون المسرحية الراقية التي شاهدتها في المسرح البريطاني المحترف ناتجة عن مجتمع أنتج فيه طلبة جامعة هواة مسرحية بمستوى قد لا نجده على كثير من المسارح الغوغائية في نصف الدول العربية.

و في سياق حديثها عن هذاين الأمرين الجديدين لم تنسى أن تمدح هذه الحرية التي وفرت لها شعور القدرة على فعل أي شئ دون رادع إلا من دينها وضميرها و قناعاتها،
فكما تقول هي " لقد كان إحساس رائع أن يحس المرء بالتصالح مع نفسه و أنه ليس بحاجة إلي لبس الأقنعة و إلي إخفاء رغباته و طموحاته البريئة ".



دروس من وحي الحرب على العراق

حين وقعت الحرب الأمريكية على العراق كانت الكاتبة آنذاك في بريطانيا مما جعلها تعايش أحداث كثيرة ذات صلة مباشرة أو غير مباشرة بالحرب،الأمر الذي فتح شهيتها – كما يبدو – لاستخلاص دروس من بين مواقف شتى سواء في طريقة الدفاع عن القضايا أو التظاهر أو مخاطبة المخالفين.

فعلى سبيل المثال ترى "أن كثير من الشعوب قد مظلومة بقرارات حكامها حتى في الدول الديمقراطية " فالغالبية العظمى في بريطانيا رافضة لهذه الحرب ، فعلينا أن نفرق بين الحكام و الشعوب و ألا نستسلم للصورة النمطية التي نرسمها لكل الغرب كما نطالبهم بأن يفعلوا الشئ ذاته مع العرب و المسلمين.

و هي تدعو العرب و المسلمين أن يحسنوا عرض قضاياهم فشعوب العالم الغربي كما تقول "متى آمنت بقضية فهي مستعدة لأن تفعل شيئا بشأنها و لو كان بسيطا" فلا داعي لتحويل بعض القضايا الإنسانية العالمية عند عرضها في الغرب إلي قضايا دينية بحتة وهذا ليس تخليا عن الدين و لكنه عرض صحيح للقضية لا يختذلها في إطار ديني فقط .

وعن كيفية مخاطبة الآخر تذكر أن بعض الشباب الذين أسلموا من خلفيات عقائدية مختلفة نصحوا المسلمين أن يكونوا فقط نماذج حية و متحركة للدين فهذا كان السبب المباشر لإسلامهم،هذا بالإضافة لزميلتها (ايريني)اليونانية التي لم تكن في حاجة لشئ سوى "الصدق و البساطة في الحديث الذي يخاطب العقل و لا يلعب على العواطف".

بالنسبة للمظاهرات فقد خرجت بدرس هام و هو كيف أن القانون يحمي الناس و بالتالي يحترم الناس القانون و هو ما تبدى في احترام الشرطة للمتظاهرين و حمايتهم وبالمقابل الطريقة السلمية التي نهجها المتظاهرون.

الدرس الأخير كان من خلال حديثها مع عجوز عراقي على ضفاف الهايد بارك،إذ رأت بنفسها ما يسببه ظلم و إحباط بعض الحكومات العربية للمواطنين الأمر الذي يجعل البعض يفرح دون وعي بسقوط نظام حتى لو كان على يد محتل لذا فإن المواطن الصالح برأيها يتكون بتحقيق العدالة و التنمية و الرخاء بالنظام و القانون.


الأحد، 3 يناير 2010

سماء الإسكندرية

سمـاء الإسكندرية


حين يبدأ المرء في إنشاء عمل خاص به سواء كان شركة أو مكتب أو كتاب، كثيراً ما تتملكه الحيرة في اختيار الاسم الذي يحمل هذا العمل ، و غالبا ما يكون مصدر الحيرة هو رغبة الفرد في أن يمس هذا الاسم شيئاً في فكره العملي أو في ذهنه الخاص وشخصيته.

هذا الأمر مررت به حين شرعت في إنشاء هذه المدونة، وبما أن الأمر في حالتي هذه يتعلق بالكتابة وما تمثله من تقاطع مع الفكر والنفس فقد كان الأمر ليس بالسهل. فالكتابة لا تمثل حالة نفسية وفكرية فقط، بل كثيراً ما يكون لها جذور وامتداد ثقافي وبيئي وفكري في صميم شخصية الفرد.

وبرغم ممارستي للكتابة منذ عدة سنوات سواء كحالة ذاتية أو كمهنة من خلال صحف عملت بها أو كآراء في مواقع ومنتديات اشتركت بها، إلا أنك كشخص حين تسعى لبدء عمل يمثلك أنت فالأمر يختلف ذلك أن هذا العمل سيكون مصاحباً لكل أعمالك التي ستتم من خلاله.




فلذلك بدأت أفتش و ابحث في رأسي ونفسي عن اسم يمس شيئاً من تكويني ويحمل بعضاً من تفكيري العملي ورؤيتي لما أحب أن يكون عليه هذا العمل، وبالفعل وجدته، إنه مدينتي التي ولدت ونشأت بها .... الإسكندرية.

ولكن، أي شئ في الإسكندرية يمكن أن يمثل جزءًا من فكرك أو يحمل رمزاً لما تريد أن يكون عليه عملك وما يحتويه .. هل هو شاطئ الإسكندرية ورماله؟ أم الكورنيش الذي طالما شاركتني نسماته أفكاري حين أسير عليه أفكر وحيداً أو مع أصدقائي، الذين أظن ألا أحداً فيهم لا يعشق السير والتفكير من خلال هذه النسمات الجميلة والرائعة؟ أم من خلال هذه الأمواج التي ستظل مرتبطة في ذهني بذكريات كثيرة سعيدة وحزينة حين كنت أجلس أمامها وكأني أشتاق أن تحمل عني بعض هذه الهموم أو كأني أطلب منها أن تشاركني بعض من الفرح؟

أم هذه الأماكن الكثيرة التي كانت جزءًا من أحداث ووقائع شكلت بُعدا رئيسياً من تكويني الفكري والنفسي، وأحتلت أحداثها مساحة رئيسية من ذاكرتي التي إن فتشت فيها أجد السعادة في شق كبير منها؟

إلا أن تفكيري لم يدم طويلاً فكل هذه الأشياء من بحر وشواطيء وشوارع ومواصلات ومنتزهات وأصدقاء وأقرباء تشترك في شئ رئيسي يظلها جمعياً، وهو ....... سماء الإسكندرية.

نعم، سماء الإسكندرية التي يعرفها أهلها جيداً حين تعانق الشمس السماء والبحر في آن واحد على امتداد الأفق البعيد وقت غروبها في مشهد يصعب نسيانه.


Alexandria at night

فتحت هذه السماء نشأت أفكاري، وتكونت معارفي، وتبلور الجزء الرئيسي من ذاكرتي وذكرياتي، فسواء كنت أسير على الكورنيش أو بين الشوارع والأزقة سواء كنت أسبح في مياه البحر أو أتنقل بين مواصلاتها – وخاصة "ترام" الرمل الذي يميزها – سواءً كنت بين أهلي وأصدقائي أم كنت وحيداً، فدائماً كنت تحت هذه السماء الرائعة.

لهذا كانت سماء الإسكندرية، والتي أظنها لم تضق أو تُضيق على أحد، حين تنطلق أفكاره وأحلامه وطموحاته.
فقد فتحت أبوابها لحرية المفكرين،واستوعبت عذابات المقهورين،وألهمت خيال المبدعين، وحلق فيها أحلام الطامحين.

و يبقى لي أن أذكر أمنية لي و هي أن تكون هذه المدونة متضمنة في محتواها ما يناسب دلالة عنوانها ومعبرة عن رمزية المعنى الذي تحمله،وأن أكون قادرا على تحمل مهام هذا الأمر الذي أعتقد أنه لن يتم دون مشاركة من سيهتم بقرأتها أو متابعتها من الاصدقاء أو الزملاء أو القراء الذي بالتأكيد سيسعدني تعليقاتهم و آرائهم على ما يطرح فيها.