الجمعة، 30 أبريل 2010

يوم في المجمع النظري

تقرير صحفي


يوم في المجمع النظري


"الوعظ" فضلوه عن العلم و"الأمن" سيد الأخلاق.





كتب – عبد الرحمن يوسف – نشر بجريدة الشروق طبعة الإسكندرية – 27 – 2 - 2010


مساحة المجمع النظري الواسعة أمام مكتبة الإسكندرية تعد أحد علامات التعليم الجامعي المميزة لجامعة الإسكندرية ، آلاف من الشباب يمثلون طلبة الكليات النظرية (الآداب و الحقوق و التربية والتجارة وسياحة و فنادق) شباب يمثل الغد لكنه مليء "بالتناقضات" ربما لأن الغد في مصر يظل إما ضبابيا أو مبني للمجهول،"الشروق" رصدت يوما في المجمع النظري.


لعب الكرة كان لها نصيبا من المشهد العام للمجمع فما بين منطقة مبنى الحقوق و التجارة يتجمع الطلبة في ساحة تخلو من مقاعد الجلوس لينظموا مبارياتهم فيما بينهم و عينهم تتجه نحو الملعب الجديد الذي يُبنى على يسار باب كلية التجارة وبداخلهم تساؤل هل سيسمح لهم بممارسة نشاطهم هذا داخله دون تعقيدات إدارية أو مصاريف تأجير فالمعلب يبنى أمامهم على مستوى عال،إلا أنهم يعودوا مرة أخرى إلي الكرة ليلحقوا بها قبل أن تذهب بعيدا.


أما إن شئت أن تقيس قدرتك على عبر الحواجز فما عليك إلا محاولة الصعود على سلالم أحد المباني التي تقع بها مدرجات الطلبة و خاصة مبنى كلية الآداب،فسيصادفك كتل بشرية اتخذت من السلالم مقر دائما لها سواء كانوا أصدقاء أو ( كابيلز) للدردشة و الحديث و هم في ذلك لا يختلفون عن محتلي الأرصفة على امتداد شوارع المجمع.


الظواهر الملفتة في المجمع عديدة فهي لا تقتصر على الأصدقاء فهذا شاب قرر أن يرفع الأذان بنفسه في منتصف الساحة المواجهة لمبنى كلية الآداب فعندما جاء وقت الظهر فجأة وجد الطلاب من يقوم برفع الأذان بصوت عالي هذا على الرغم من وجود ثلاث مساجد في المجمع تتوزع على أركان المجمع،و لكن هذا الأمر يبدوا أنه معتاد لدى الطلاب فمن خلفه يمر الطلبة مستمرين في أحاديثهم و كأن هذا الطالب يقوم بشيء معتاد في برنامجهم اليومي.


و على الجانب الآخر من المجمع كان هناك مشهد آخر يعبر عن قدرة التيار الإسلامي العالية على التواجد بين الطلاب من أول يوم فهذه مجموعة تعلق يافطة لجمع تبرعات خيرية و آخر يقف على مكان عالي ليعظ في الطلبة و يلقي عليهم خطبة دينية و أخلاقية،و بالطبع هذا لم يمر بشكل هادئ فالأمن و التيار الإسلامي قاسما مشتركا في مثل هذه التجمعات،

الأمن يحاول منع هذه التجمعات ومنعهم من تعليق اليافطات يرفض الطلاب يشتبك الأمن معهم فيتجمع الطلاب ليشاهدوا ما يحدث إلي أن ينفض الجميع فيقف الطالب شاكيا لهم ما يصفه بظلم الأمن في منعهم من نشاطهم السلمي – على حد وصفه.

الثلاثاء، 27 أبريل 2010

البابا يرفض زيارة القدس حتى"لايتكهرب الجو سياسياً"

خبر

البابا يرفض زيارة القدس (حتى لا يتكهرب الجو سياسيًا)


كتب - عبد الرحمن يوسف - جريدة الشروق 27 - 4 - 2010



رفض البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية زيارة القدس للمسيحيين من أجل التقديس بها مفضلا التقديس فى مصر لأن هذا «ليس من مصلحة الأقباط الآن».


جاء ذلك فى عظته النصف شهرية بالإسكندرية مساء أمس الأول، وهو يرد على سؤال أحد الحاضرين حول السماح له بالذهاب إليها.

وأرجع
البابا تجديد رفضه لزيارة القدس إلى تجنب «كهربة الجو سياسيا» بسبب ما سيصيب الفلسطينيين من حزن وغضب إذا ما أقدم المسيحيون على ذلك لأنه سيعد تطبيعا مع اليهود، الذين يستولون على الأماكن المقدسة مطالبا المسيحيين بالانتظار حتى يذهبوا مع «الكل» للقدس، وليسوا منفردين ولاسيما مع وجود حرب داخل القدس.

واعتبر البابا أن فن الرقص ليس خطيئة فى حد ذاته،
موضحا أن كل شخص يستطيع التمييز بين ما يعتبر خطيئة من الرقص، وما يعتبر فنا لافتا إلى أن ما قام به داود النبى من رقص ذكر فى العهد القديم لا يعد خطأ ولا يقاس به بعض الرقص الموجود الآن.

وطالب البابا من بعض
الكنائس بالتعامل بالرحمة مع ظروف الخادمات فى الكنائس بعد أن وصله شكوى منهن تفيد بعدم رفع رواتب بعضهن من غير المؤمن عليهم، مشددا على وكيل البطريركية بالنظر والسعى فى حل هذه الشكوى، وفى سياق متصل طالب البابا بإعداد كشوف بمشاكل موظفى كنائس الإسكندرية بعد استغاثة تقدموا بها لرفع رواتبهم.

وعاب البابا على بعض النساء إهمالهن فى مظهرهن بعد الزواج،
الأمر الذى يصرف زوجها عنها، ويجعله غير مقبل عليها، مجيبا عن أحد أسئلة النساء، التى تشكو هجران زوجها للمنزل وتناوله للمكيفات، مطالبا النساء بعدم الاعتقاد أنها تملكت زوجها بعد زواجه منها ولاسيما أن «الرجالة عينهم» زايغة.


وعن استمرار أزمة نقص القساوسة فى بعض الكنائس أوضح البابا أنه على استعداد لرسامة القساوسة التى تحتاجهم كل كنيسة شريطة أن يكون من هو مقترح للرسامة يصلح لخدمة الكهنوت وشعب الكنيسة راضٍ على رسامته،مشددا على أهمية افتقاد (بحث أحوال) القساوسة للشعب خاصة مع تزايد الشكاوى، التى تشير إلى نقص سؤال القس عن شعب كنيسته، قائلا: «ما ينفعش الكاهن يبقى فى حتة والشعب فى حتة».




السبت، 24 أبريل 2010

حوار مدير المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية حسين محمد إبراهيم


حوارات صحفية

3- حسين محمد إبراهيم



حسين محمد مدير المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية :


الضربة الأمنية الأخيرة للجماعة انتهاك للدستور


إذا كان من حق أحد أن يكون مرجعيته ماركس فمن حقنا أن تكون مرجعيتنا أبو بكر.


علاقتنا بعادل لبيب جيدة ولا يفرق بيننا و بين نواب الوطني لأن البلد في وضع صعب.


لا خلاف على البرادعي.. لكن ترشيحه مسالة أخرى.



حذر حسين محمد إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب ومدير المكتب الإداري لإخوان الإسكندرية الحزب الوطني من أي محاولات لتزوير انتخابات الشعب القادمة مؤكدا وجود اتجاه داخل الحزب ينصح بذلك،


واستبعد إبراهيم حدوث حالة من الانقسام بين إخوان مصر على غرار ما حدث في الجزائر،مؤكدا أن الإخوان ستتقدم بطلب إنشاء حزب في حال إلغاء لجنة شئون الأحزاب لافتا أن الأزمة لدى النظام المصري لا تكمن في المرجعية الإسلامية ولكن في منع الأحزاب الفاعلة ضاربا مثلا بحزب "الكرامة" تحت التأسيس، و "الوسط"،


ووصف إبراهيم علاقة الإخوان بمحافظ الإسكندرية عادل لبيب بالطيبة مرجعا ذلك إلي ظروف البلد السيئة التي تحتاج إلي خدمات كل النواب الوطني والإخوان."الشروق" أجرت معه هذا الحوار.



حوار:عبد الرحمن يوسف - نشر بتاريخ 5 مارس 2010




· هل سيخفض الإخوان من أعداد مرشحيهم في الانتخابات القادمة لعدم استفزاز النظام ؟


لا يمكن القول أن هذا اتجاه فكل اقتراح يمثل من قاله ، ولا يوجد مبادرة قدمت ولا يوجد شئ مطروحا فلا يوجد تنظيم يقدم أفكاره ومبادراته من خلال الإعلام.



· ما توقعك لعدد المقاعد التي ستحصلون عليها في انتخابات الشعب القادمة في ظل غياب الإشراف القضائي ؟


نفس عدد المقاعد تقريبا،وأنا لا أقلل من أهمية الإشراف القضائي لكن إذا كان النظام المصري ألغى الإشراف القضائي من أجل مصلحة نوابه فإن انتخابات الشعب غير انتخابات الشورى أو المحليات،فاللعب في الانتخابات بالتزوير الفاضح الذي يحدث في انتخابات الشورى أو المحليات هو لعب بالنار وأتصور أن هناك من داخل النظام من ينصحه بذلك.



· و ما رد الفعل المتوقع في هذه الحالة ؟


أعتقد أن النظام لو أقبل على ذلك سيدخل في مواجهة مع الشعب المصري وليس الإخوان فقط،فالشعب المصري مل من سياسات الحزب الحاكم فنحن نرى الإضرابات كل يوم و الإعتصامات.



· ولكن دكتور عبد المنعم أبو الفتوح دعا الإخوان إلي الابتعاد عن العمل السياسي لفترة زمنية ؟


رأي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ليس في محله، فهذا رأي يساوي بين الضحية والجلاد،فهل المطلوب من الإخوان ألا يكونوا متواجدين لأجل غيرهم،


في انتخابات 2005 كانت القوى السياسية كلها لديها فرصة لطرح نفسها وكل القوى السياسية عرفت وزنها في عام 2005 ، فكل حزب تجده يريد ترشيح نفسه ولا تجد لديه سوى20 مرشح على مستوى الجمهورية فقط.



· نشر مؤخرا أن هناك داخل الإخوان في الإسكندرية نية للتراجع عن ترشيح 4 من نوابها في الانتخابات القادمة؟


هذا غير صحيح لأننا لم نستقر على مرشحينا حتى الآن ولم نناقش هذا الأمر.



· هل سيكون للإخوان مرشحا للرئاسة إذا كان وجدوا في مصر حريات ؟


هذا سؤال افتراضي خارج إطاره الزمني فهناك المادة 76 التي تمنع ترشيح أي شخص من غير الحزب الحاكم أو بعض المرشحين الكومبارس لأنها مفصلة عليهم،فالحديث أولا يجب أن يكون عن تغيير هذه المادة قبل الحديث عن واقع غير موجود.



· ما رأيك في أداء نواب الإخوان من عام 2005 – 2010 ؟


أداء الإخوان بالنسبة لغيرهم فيه رضا،لأن الإخوان تحدثوا بلسان رجل الشارع.


· لكن الحزب الوطني يقول ذلك ؟


نحن قدمنا ذلك عمليا فمثلا باستجواب عن الغلاء في نهاية 2007 وتقدمنا بطلب سحب الثقة من الحكومة واحتكمت للرأي العام فيه بعكس الحزب الوطني الذي يصفق للحكومة على ارتفاع الأسعار،


والحزب الذي يفعل ذلك لا يمثل الرأي العام الذي يشتكي من ارتفاع الأسعار،فنحن من فجرنا قضية رغيف العيش تحت قبة المجلس وبعدها بدأت الحكومة تحاول من إصلاح مشكلة رغيف العيش.



· لكن ما هو التأثير المباشر لهذه الاستجوابات طالما لم تقض على الفساد؟


لا أستطيع أن أقول أننا قضينا على الفساد تماما ولكننا قمنا بتحجيمه فكثير من الاستجوابات التي نتقدم بها يتم فيها الانتقال لجدول الأعمال لقطع الطريق عليها لكنها تحدث الأثر المطلوب،


ولكن لأن الاستجواب يمس قضية خاصة بالرأي العام فالحكومة تتحرك، الحكومة تخاف جدا عندما تجد المجتمع يرصدها وهي تسرقه في عز الظهر، نحن أجبرنا الحكومة على الاعتراف بأخطائها.



· هذا كلام مرسل ؟


لا، فاستجواب د.فريد إسماعيل عن بيع شركة سيد للأدوية الذي عبر عن نية الحكومة في بيع الشركة لمصلحة الأغنياء، ولم تكتف ببيع أصول البلد برخص التراب بل سعت أيضا إلي بيع الفقراء لصالح الأغنياءوبعد اسبوعين قال وزير الاستثمار أن الشركة لن تباع وحدث ذلك من خلال الدور الرقابي وهذا هو الدور الأساسي للنائب.


كما تقدمت بمشروع قانون لإعادة تعريف المادة 126 والمتعلقة بتعريف التعذيب وفي المذكرة التوضيحية ذكرت أن مشروع القانون الذي تقدمت به هو ما اقترحه المجلس القومي لحقوق الإنسان ،اتفاقية مناهضة التعذيب قامت مصر بالتوقيع عليها وتعريف المادة 126 ليس مطابقا لتعريف المادة التي وقعت عليها.



· ولكن استجواباتكم من الصحف والجرائد وغير موثقة؟


المضبطة تقول عكس هذا تماما،وبالنسبة للصحف فعندما تنشر صحيفة محترمة خبر ولم تكذبه الحكومة فمن حقي كنائب أن أسال عن هذا وأن أتقدم بطلب إحاطة.



· هل إخوان مصر مرشحين للوصول إلي حالة الانقسام مثل إخوان الجزائر بعد انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة ؟


الحالة المصرية للإخوان في مصر لا تسمح بذلك،بسبب تماسك الإخوان في مصر بثوابتهم،ولم يحدث انشقاقات كان البعض يتمناها ويراهن عليها البعض.



· لماذا لا تطبق تجربة الأردن في مصر من حيث وجود حزب سياسي وجمعية ؟


من الظلم أن تقارن وضع الإخوان في مصر بوضعهم في الأردن لأنه لا يوجد في مصر حزب ينشأ بإرادة شعبية ولكن بإرادة لجنة شئون الأحزاب، المشكلة من حزب الحكومة فلو ألغيت لجنة شئون الأحزاب سنتقدم بحزب،ونحن تقدمنا بمشروع قانون جديد للأحزاب فما معنى أن تدعم الدولة حزبا لينافس حزبها إلا إذا كانت تحتاجه لتكملة الديكور.



· لماذا لا يتبنى الإخوان رؤية إصلاحية دينية دون إقحام السياسة بها مثل الجمعية الشرعية أو بالعكس مثل حزب العدالة والتنمية في تركيا؟


نحن نحترم الجمعية الشرعية لكن فهمنا للإسلام يرى أن الإسلام شامل ومن حقنا أن يكون لنا فهمنا الخاص بالإسلام ونحن واضحون في ذلك ولا نضلل أحدا أما بالنسبة لحزب العدالة والتنمية فهو موجود بمناخ يحترم المؤسسات والحريات العامة وهذا غير موجود بمصر.



· ولكن الحزب ليس وظيفته الدعوة إلي الإسلام ؟


نحن لسنا حزب،ثم من حقي أن يكون لنا مرجعيتنا الخاصة بنا،ونحن قلنا في اجتماع اللجنة التحضيرية لتعديل الدستور عندما يقول أحد إن مرجعيتي لينين وماركس فهل هذا مسموح وعندما أقول مرجعيتي أبو بكر وعمر يكون غير مسموح،كل دعاة التغيير كانوا يريدون أن يفقد هذا الشعب هويته لكنهم فشلوا،فنحن مرجعيتنا إسلامية ولكن لا نحكم بحق التفويض الإلهي.



· لماذا لم تستقبلوا البرادعي ؟


الدكتور البرادعي له مطالب،هذه المطالب نوافق عليها كإخوان وكثير من القوى السياسية توافق عليها،المطلوب منا ليس استقبال البرادعي لكن المطلوب هو أن نتحرك من أجل تحقيق هذه المطالب،لكن مسألة ترشيحه فأمر آخر.



· هل تعلم قواعد الإخوان بما يدور في مراكز صنع القرار داخلها في أعلى قمة الهرم التنظيمي ؟


نعم وأيضا يرسموا السياسات وهم جزء منها ويساهموا في اتخاذ الجماعة قرار المشاركة في الشعب والشورى .



· لكن كلام المدونين يقول عكس ذلك والدليل أن كثير منهم فؤجى بما حدث داخل مكتب الإرشاد ؟


ما أستطيع أن أؤكده أننا نصل إلي قواعدنا.



· كيف تفسر الضربة الأمنية الأخيرة للإخوان ؟


هي استمرار من جانب النظام في انتهاك الدستور،المستمرة فيه منذ فترة طويلة ويزداد في فترة الانتخابات وكلما اقتربنا منها،والنظام لا يحتاج لمبررات لأنه أدمن انتهاك الدستور والقانون وإذا كانت الحكومة تفعل ذلك للعمل في السر فأقول لها أنها لن تنجح،وخاصة أن الاتهامات الموجه للإخوان مفبركة ومضحكة هذه المرة.



· ما هي طبيعة العلاقة بين الإخوان والمحافظ عادل لبيب ؟


علاقتنا ككتلة نواب للإخوان طيبة مع المحافظ ويعاملنا مثلنا مثل غيرنا فالعلاقة في مجملها طيبة ولا يفضل نواب الوطني علينا لأن الدولة أصلا إمكانيتها ضعيفة.

السبت، 17 أبريل 2010

حوار سكرتير المجلس الملي بالإسكندرية دكتور كميل صديق

حوارات صحفية

2 - دكتور كميل صديق


سكرتير المجلس الملي بالإسكندرية الدكتور كميل صديق ل"الشروق":


الأقباط ممنوعون من تولي مناصب محددة في الدولة ، أطالب بتفعيل مادة للمواطنة والمادة الثانية من الدستور لا تمثل أزمة.


القائمة النسبية هي الحل لتواجد الأقباط بمجلس الشعب، العلاقة بين لبيب والبابا متوترة..والقائمة النسبية هي الحل لوجود الأقباط بالبرلمان.


الجماعات الإرهابية في التسعينات كانت محددة..لكن المجتمع الآن كله أصبح محتقناً.



وصف الدكتور كميل صديق – سكرتير المجلس الملي بالإسكندرية و رئيس لجنة الإعلام في حواره ل"الشروق" العلاقة بين المحافظ اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية والبابا شنودة بالمتوترة، متوقعا تجاوز هذا التوتر في الفترة المقبلة واعتبر كميل انتخاب البابا في مصر أكثر ديمقراطية من انتخاب بابا روما،قائلا إن المادة الثانية من الدستور لا تمثل أزمة إلا أنه في الوقت ذاته طالب بتفعيل المادة الأولى المتعلقة بالمواطنة.، و إلي نص الحوار :


حوار: عبد الرحمن يوسف - نشر بتاريخ 13 فبراير 2010




· في البداية ما قراءتك لأحداث نجع حمادي ؟


هذا الحادث يؤشر لأمر خطير فعندما كان الإرهاب يضرب ضرباته القاتلة في أوائل التسعينات كانت الجماعات الإرهابية لها أهداف محددة و نعلمها مثل بعض الكنائس و محال الذهب و كان يقوم بهذا جماعات إرهابية محددة لكن ما يحدث الآن هو أن المجتمع أصبح محتقنا من الطرفين و أصبح الفرز الطائفي سمة رئيسية له و بالتالي أحداث العنف أصبحت مرشحة للاندلاع من قبل العوام.


· ما الذي أوصلنا للجلسات العرفية ؟


عندما عجزت الدولة أن تقيم العدل أصبحت تستجديه فأصبحنا نمارس في مصر المواطنة المنقوصة فالمادة الأولى التي عدلت في الدستور لا تفعل لذلك فإن هذه الجلسات لا تحل الأزمة بالعكس هو ما يحدث فالمشاكل تتفاقم فيجب علينا تفعيل القانون لأنه لا كبير فوق القانون.


· هناك من يرى أن الكنيسة جزء من الأزمة الحالية بعزلها للأقباط و التحدث بلسانهم سياسيا بتبنيها خطاب مؤسسة سياسية و ليس مؤسسة روحية ؟


نعم أتفق مع هذا الرأي و هذا ما يتم و لكن قبل هذا علينا أن نسأل لماذا حدث،فالدولة لم تنفتح على المواطن المصري الذي يعتنق المسيحية و لم تعطه حقه بالكامل فهناك أجهزة في مصر ممنوع على الأقباط تولي مناصب فيها.


· هل معنى ذلك أنك تطالب بكوته في المناصب ؟


أنا لا أرجح الكوته فهي تتسبب في زيادة الاحتقان الطائفي و لا تؤدي إلي حل المشكلة و لكن يجب أن يكون هناك مراعاة لتكافؤ الفرص و المساواة بين الجميع و يكون الاختيار على أساس الكفاءة فقط .


· ما الحل لخروج الأقباط من عزلتهم السياسية و الانضواء تحت لواء الكنيسة ؟


الحل أن تبدأ الدولة وتحتضن كل المواطنين و تشعرهم أنهم أبناؤها وما جعل الناس تأخذ هذا المنحى هو أن هناك قوة أصبحت طاردة وجعلتهم يلجأون للهروب للكنيسة، و لكن أتمنى أن يتحول المجتمع لقوة جاذبة تجذبهم مرة أخرى،لافتا إلي أن الدور الرئيسي ليس على الأقلية فالأكثرية العددية هي التي تتحمل المسئولية الأكبر لأنه من المفروض أن يحتضن الهلال الصليب.


· هل متوقع أن يكون هناك مرشحين أقباط في انتخابات الشورى و الشعب القادمة بالإسكندرية ؟ و ما مدى فرصتهم في النجاح ؟


نعم يوجد ، و لكن فرصتهم في النجاح شبه معدومة،قائلا: حتى لو خاضوها على قوائم الوطني،وما يثار حول قدرة الحزب الوطني على إنجاحهم ليس صحيحا،لافتا إلي أن عصمت ناثان على سبيل المثال ترشح في دائرة غربال ومحرم بك في انتخابات 2000 و حصل على دعم قوي من عبد السلام المحجوب و كان على قوائم الوطني و رغم أنه ممن قام بتجديد جامع سيدي بشر إلا أنه لم ينجح و خرجت المظاهرات من أنصار المرشح المنافس تهتف ضده هتافات طائفية.


و هذا أمر لم يكن موجود في مجتمع العشرينات فلو عدنا إليه سنجده مجتمع أكثر استنارة فرئيس مجلس النواب في تلك الأيام هو وصيا واصف و كان عدد الأقباط يصل في المجلس إلي حوالي 20 عضو.


· إذن ما الحل لتواجدهم في المجلس ؟


الحل الوحيد في مسألة تواجد الأقباط في مجلس الشعب هو القائمة النسبية لأن أي مسيحي إذا لم ينجح في الدائرة الخاصة به من المرة الأولى لن ينجح.


· هل صحيح أن الكنيسة تؤيد الحزب الوطني استجابة لفكرة أن الحزب هو الوحيد القادر على حماية المسيحيين و أن أي بديل آخر سيضربهم ؟


هذا الكلام يقال ردا على كلام البابا بأنه يؤيد الرئيس أو يرشحه في الانتخابات و لكن بحكم معرفتي للبابا فإن ما يقوله البابا هو رأيه الشخصي فقط و ليس ملزما لأي قبطي فهو رأي استرشادي لأنه في النهاية مواطن مصري.


· و لكن البابا له سلطة روحية على المسيحيين ألا يعد ذلك إيحاء أو إشارة لتأييد الرئيس أو التوريث ؟


رأي البابا لا يمنعنا أو يحجر على آراءنا السياسية أو يعني أن كل الأقباط في سلة واحدة بل بالعكس البابا يشجعنا على ممارسة العمل السياسي.


· هل تجد أن المادة الثانية من الدستور و المتعلقة بدين الدولة تمثل أزمة ؟


المادة لا تمثل أزمة و لكن أنا أؤمن بمدنية الدولة و أن الدولة ليس لها دين فهي كيان معنوي و أكبر دولة بها عدد من المسلمين هي أند ونسيا و لا يحدد دستورها دين محدد للدولة.


· و ماذا عن الجزء المتعلق بأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع ؟


مصدر رئيسي نعم و لكن يجب أن يكون لكل إنسان شريعته التي تطبق عليه و للأسف هناك فجوة في هذا الأمر، فمثلا هناك القانون الموحد للأحوال الشخصية للمسيحيين و الذي قدمه البابا مرتين ووافق عليه رؤساء الطوائف المسيحية الأخرى و مازال حبيس أدراج المجلس التشريعي و أيضا قانون دور العبادة الموحد الذي بصدوره ستنفرج أزمات كثيرة تتسبب فيها مشاكل بناء الكنائس و لا أعرف سبب تأخر صدوره حتى الآن.


· أحد الباحثين يرى أن بناء الكنائس يأخذ شكل استفزازي من حيث الحجم الهائل و الصلبان المتعددة التي قد تصل لعشرة في بعض الأحيان ؟


هذا شيء يدعو للأسف ،فبلوغنا مرحلة مثل هذه يقول فيها المثقف هذه الجملة فهذا يعني أن أعراض المرض الذي نعانيه تتزايد،فالكنيسة هي الكنيسة شكلها لم يتغير منذ القدم ، و حتى لو كان هناك أخطاء أو تجاوز في بنائها و هناك اعتراض عليه فلماذا لا نجد هذا الاعتراض و هذه الحمية حين يسمع الناس عن مكان يمارس فيه الفسق أو الفجور.


· هل ترى أن طريقة انتخاب البابا تتم بطريقة ديمقراطية ؟


نعم و انتخاب البابا لدينا يتم بطريقة أكثر ديمقراطية من انتخاب بابا روما الذي يتم اختياره فقط بواسطة من يملك رتبة كاردينال بعكس البابا لدينا الذي يتم انتخابه بواسطة نخبة محددة من البشر ثم يتم الاختيار النهائي بواسطة القرعة الهيكلية التي تفصل بين أكثر ثلاث أفراد حصلوا على أصوات في الانتخاب البشري.


· و لكن هناك اعتراض على اللائحة الحالية الخاصة بانتخاب البطريرك و لاسيما الجزء المتعلق بالقرعة الهيكلية؟


اللائحة الحالية تم على أساسها انتخاب اثنين من عظماء الكنيسة ، البابا كيرلس السادس والبابا شنودة و القرعة الهيكلية ليست بدعة في تاريخ الكنيسة و قد تم اللجوء إليها في بداية المسيحية عندما تم اختيار متياس " أحد تلاميذ المسيح " بها .


· هل تؤيد انتخاب البابا من بين الرهبان و الأساقفة العموميين و أساقفة الإبراشيات ؟


أنا مع انتخاب البابا من الرهبان و الأساقفة العموميين فقط و ليس أساقفة الإيبراشيات لأن الأسقف كما يطلق عليه يعتبر كأنه متزوج الإبراشية ويظل أسقفا على الإبراشية حتى الوفاة ما لم يخرج عن الإيمان أو السلوك القويم.


· لماذا لا يفتح الباب لمن فوق سن 18 سنة للمشاركة في انتخاب البابا قبل القرعة الهيكلية ؟


لأن فلسفة هذا الأمر أن يتم الانتخاب بواسطة نخبة من الشعب يكونوا مثقفين و متعلمين بحيث لا يملأ أحد عليها و يدفعها لترشيح شخص محدد و الوقف ضد شخص آخر، فالفكرة أن الذي يختار من يتولى هذا المنصب الهام يجب أن يكون من نخبة محددة.


· هل حدث تغيير بين الإسكندرية في 2010 و بين قبلها من الأعوام ؟


بالفعل حدث تغيير و لكن بطريقة لا أرضى عنها و هذا الأمر ليس متعلقا فقط بحالة الإسكندرية في 2010 و الأعوام السابقة لكنه متعلق بالعقود الأربعة الأخيرة فحدث تغير كبير على المستوى السلوكي بين الناس و حدث تراجع كبير في فكرة تقبل الآخر.


فالإسكندرية كانت مدينة معروف عنها أنها مدينة تعددية تحتوي كل الثقافات و كل الأعراق و كانت تحتويهم جميعا فعلى سبيل المثال كان في الثلاثينيات و العشرينات مدافن لللادينيين و كانوا يدفنوا فيها بكل تكريم و تم بيعها مؤخرا، و الآن إذا طلبت أن يكون لللادينيين مدافن خاصة ستجد تصدي كبير لهذا الأمر و عدم قبول للآخر.


· ما الذي وصل إليه الأمر في التوتر بين البابا و محافظ الإسكندرية ؟


ما زالت العلاقة متوترة للأسف و هذا شيء نتمنى زواله فليس من مصلحة الدولة أو الكنيسة استمرار هذا التوتر و أعتقد أنه سينتهي حين تبحث أسبابه و يتم تفعيل الحلول الخاصة بها.


· اللواء عادل لبيب حين كان محافظا لقنا كان الأقباط يحبونه و عندما جاء إلي الإسكندرية غضب البابا منه ما السبب ؟


سأتحدث عن الجزئية الخاصة بالإسكندرية، فما حدث هو أن هناك أكثر من موقف متتالي نتج عنهم ضيق في مشاعر الأقباط منها ما تم حله مثل مشكلة هدم مبنى الخدمات الخاص بكنيسة أبو سفين بالكينج و مشكلة أخرى في طريقها للحل هي مشكلة أرض أبو تلات.


· هل الإسكندرية مرشحة لأحداث عنف مستقبلا و خصوصا أنها مرت في السنوات السابقة بأحداث طائفية عديدة ؟


حاليا الأمور الأمنية أصبحت مستقرة و مستتبة و لو أن هناك شيء يطل برأسه بيت وأده بصورة سريعة و لكن هناك أمور لم يتم البحث بشأنها كانت ناتجة من أحداث عنف و هذا ما يقلق البعض.


· مثل ماذا ؟


في أحداث ابريل 2006 حين قام الشاب المختل عقليا بقتل بعض الأفراد في الكنائس شكلت لجنة لتقصي الحقائق لبحث هذا الأمر و حتى وقتنا هذا لم تجتمع اللجنة و لم تلغ.


· ربما يرجع ذلك للقبض على الجاني و عودة الأمور إلي نصابها ؟


ليس الأمر هكذا، فالأمر يتكرر منذ أحداث الخانكة حيث اصدر الدكتور العطيفي تقرير و لم يلتفت إليه أحد و السرطان أصبح ينمو حولنا و نحن نعطي مسكنات و هذه اللجان يجب أن يطلق عليها لجان تغييب الحقائق.