السبت، 8 يونيو 2013

 بالصور| مغامرة شباب الأسكندرية لكشف غموض "عمارة الأشباح" برشدي
كتب : عبد الرحمن يوسف
السبت 01-09-2012
http://www.elwatannews.com/news/details/44142#.UEUR-Weytp8.facebook

مع دقة الساعة الخامسة بعد عصر أمس الجمعة، كانت الأسكندرية على موعد مع بدء أولى خطوات فك أحد ألغازها الأكثر غموضا منذ أكثر 20 عاما، فقد لبى العديد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" دعوة أطلقها الشاب محمد الزعيري للدخول إلي عمارة "العفاريت" الواقعة على طريق الحرية بحي رشدي في الإسكندرية.

تجمع عشرات من شباب الإسكندرية قادمين من مناطق مختلفة أمام العمارة وكل منهم يرغب في كسر حاجز الغموض عن تلك العمارة، التي تقع على أحد أهم الطرق الرئيسية بالأسكندرية، جعلها محط أنظار آلاف المواطنين يوميا، ومبعث شغف لمعرفة سرها، حيث شاعت روايات أنها مسكونة بالجن والأشباح التي تصيب من يدخلها بالجنون أو تحرق أثاثه وتؤذيه.

وصل محمد الزعيري وأصدقاؤه، في تمام الخامسة أمام باب العمارة التي يبلغ ارتفاعها 6 أدوار، ليدخلوا في تفاوض مع حارس العقار حول السماح لهم بالصعود لأعلى حيث يسكن هذا الحارس مع أسرته داخل جراج العمارة، وبعد مفاوضات استمرت ما يزيد عن نصف ساعة أو يزيد قليلا، تجمع خلالها عشرات الشباب وعدد من المارة، قرر الشباب الصعود قفزا من خلال سور جانبي للعمارة، خاصة أن بابها مسدود بحائط أسمنتي وبه باب ضيق وصغير موضوع عليه قفل أصابه الصدأ، في حين قرر الحارس إغلاق باب الجراج على السيارات بداخله.

كان أول الصاعدين شاب يدعى إسلام مصطفى، وتبعه شباب آخرون دخلوا من شرفات الشارع الجانبي المؤدي إلي الترام، ثم عبروا إلي داخل أدوار العمارة، وبدأوا في الصعود إلي كل الأدوار ودخلوا كل الغرف، متجولين بأرجائها وملتقطين صورا وفيديوهات لها، ممسكا بعضهم بمصاحف في يده، وسط اعتراض حارسها وفرحة المارة والشباب القادم للمشاركة، وكانت المفاجأة التي وجدها الشباب المتجول داخل أرجاء العمارة أنها ليست مكتملة "التشطيب" من الداخل، فالأرضيات غير مركبة والحوائط على المحارة، بما يعني أنه من الصعب وجود أشخاص قد سكنوا بها من قبل عكس ما أشيع، كما عثروا على بعض أكياس أحد سلاسل المحلات الكبرى بالدور الثاني، فضلا عن أسمنت طري، موثقين ذلك بالفيديو، قائلين أنهم سمعوا صوت حركة ببدروم العمارة، لأشخاص تتحرك، هذا الأمر دفع مزيد منهم للصعود والتصوير وسط اندهاش المارة، وعمال البنزينة الواقعة في مواجهة العقار،لكن الأكثر دهشة بالنسبة لإسلام وغيره هو وجود غرفتين مغلقتين بالأقفال، بينما حاول آخرون بالأسفل محادثة الحارس الذي رفض الحديث معهم أو الإدلاء بأي معلومات عن العمارة، سوى التأكيد على عدم وجود عفاريت بها، فيما قام آخرون بفتح صنابير المياه التي كان يقال أنها تخرج دم منها، وبالطبع لم تخرج الدماء من الصنابير كما أشيع.

هدد البواب الشباب باستقدام الشرطة بناء على طلب مالك العقار الذي لم يظهروا في المشهد، فضلا عن التهديد باستقدام من يقوم بصرف الشباب، وهو ما دفع الزعيري وزملائه للانصراف معلنين انتهاء مهمتهم التي جاءوا من أجلها وهي كسر أسطورة عمارة العفاريت، وبالتالي تخلوا عن جزء من فكرتهم وهي المبيت داخل العقار ليلة كاملة.

واعتبر محمد الزعيري صاحب الدعوة في تصريحات لـ"الوطن" أن وجود هذه المظاهر فضلا عن معيشة بواب العقار وأسرته داخل الجراج الذي يقع أسفل منها، دليل على أن ما يقال عن وجود "عفاريت" بداخلها أمر غير حقيقي ويخفي ورائه شيئا غير مفهوما، مؤكدا أن غرضه من الوقفة انتهى بعد الساعة الثامنة مساء حيث وثق الزيارة معتبرا أن المبيت في العقار كان صعبا بعد تهديدات صاحب العقار عن طريق البواب باستقدام الشرطة بدعوى اقتحام ملكية خاصة، مشددا أنه هدفه قد انتهى بكشف زيف الأسطورة التي حاصرت العقار طوال هذه السنوات.

وربطت إحدى المتابعات لدخول العمارة، راندا أحمد، 22 سنة، وآخرين بين ما قاله محمد الزعيري، وبين وجود إحدى الفيلات التابعة لإحدى الجهات السيادية جانب العقار، ليخلصوا إلي نتيجة مفادها أن العقار تابع للجهة السيادية صاحبة الفيلا، وأن لها استخدامات خاصة بها بداخلها، وأنها المستفيدة من هذه الشائعات لصرف نظر الناس عنها.

لكن بعد انصراف الزعيري أعلن بعض الشباب، اعتزامهم المبيت داخل العمارة بجميع أدوارها وجميع غرفها وتشغيل آيات القرآن الكريم حتى الغد، كنوع من التحدي لما يشاع عن العمارة ولإثبات خرافة الروايات التي تدور عنها، إلا أن حارس العقار منعهم واستعدى رجال الشرطة، وسط تجمهر المارة ليشاهدوا الشباب وهم يتنقلون بين الأدوار والشرفات ويلتقطون الصور التذكارية من داخل العقر، واستمرت الزيارة على هذا النحو حتى الحادية عشر والنصف مساء، عندما خف حجم التجمهر وانصرف الشباب، معلنين انتصارهم، مبدئيا في إثبات خرافة وجود عفاريت داخل هذا العقار، إلا أن البعض الآخر أعلن اعتزامه العودة مرة أخرى فالعبرة "بالمبيت داخل العقار وليس الصعود نهارا".

يعود تاريخ إنشاء العقار إلي عام 1961، بناء على الترخيص رقم 1566 والذى ينص على إنشاء طابق أرضى و 10 طوابق علوية، إلا أنه تم تعديل هذا الترخيص بالقرار رقم 344 لسنة 1987 لإنشاء فندق سياحي به مركز تجارى و سوبر ماركت و كافتيريا و مكتب سياحى و مطعم و مركز مؤتمرات و قاعة أفراح.ويذكر عن هذا المنزل أنه بني عام 1961 وصاحبه هو الخواجة اليوناني بادريس.

ليست هناك تعليقات: