الثلاثاء، 15 مارس 2011

احتفال الإسكندرية بجمعة النصر



الإسكندرية: احتفال وتحذير.


جريدة الأخبار اللبنانية - نشر بتاريخ 19 شباط / فبراير 2011

ضمن موضوع عن جمعة الإنتصار في مصر عنوانه الرئيسي "هستريا البوح في الميدان: أسرار الهرم تخرج للشمس".

في الإسكندرية (من عبد الرحمن يوسف)
، كان بائع الأعلام الشهير على طريق الكورنيش، محمد سرور، يقف أمام جامع القائدإبراهيم يلوّح بأعلامه للمارة الذين أقبلوا على شراء «بضاعته» بكثافة شديدة منذ اندلاع الثورة المصرية. إلا أنه هذه المرة، أضاف جملة باللون الذهبي على وسط العلم كُتب عليها «ثورة شباب 25 يناير».

محمد سرور لم يكن أول الحاضرين إلى الساحة المواجهة للمسجد للاحتفال بـ«جمعة النصر»، فعلى مقربة منه يقف باعة آخرون حضروا إما لكسب العيش أو لتأدية «واجب وطني» من وجهة نظرهم، مثل بائع الفول الذي يقف على الناصية المواجهة للجامع. واجب يفرضه واقع أن «تناول الطعام بيساعد المتظاهرين إنهم يكملوا ويهتفوا بمطالبنا».

المشهد قبل صلاة الجمعة أمام الجامع يشبه خلية النحل في عملها، على قلة الأشخاص الذين حضرواوا قبل الصلاة بنحو ساعتين، من أعضاء «جمعية اتحاد المحامين العرب» التي نظمت معرضاً لرسوم بخط اليد في حديقة الخالدين، كانت نتاج أعمال المعتصمين في ميدان سيدي جابر طوال أيام الثورة.

من المشاهد اللافتة والجديدة في هذا اليوم كان ذلك العلم الذي أتت به أسر الشهداء وقد تجاوز طوله 20 متراً، علقوه أمام المسجد مباشرة، رافعين عليه صور الشهداء، إلى جانب لوحات كبرى أخرى سُطرت عليها أسماء الشهداء الذين تجاوز عددهم 50 اسماً.

ومع اقتراب ساعة الصلاة، تقاطر الآلاف إلى «مسجد القائد إبراهيم». رجال ونساء وأطفال وشباب وشيوخ، كان معظمهم يعرف بعضهم بعضاً، بما أنهم على مدى ثلاثة أسابيع، كانوا يلتقون يومياً. لكنّ الفارق أنّه في الجمعة الماضية، كان هتاف «الغضب» هو سيد المشهد، أما اليوم فالوقت هو لهتاف «النصر» على وقع صواريخ الفرح من الألعاب النارية التي انطلقت في سماء الإسكندرية.

وكالعادة، لم يغب الشيخ أحمد المحلاوي عن المشهد، لتكون خطبته أمس، الأولى له في غير عصر مبارك، وليكون أحد المشايخ القلائل، إن لم يكن الوحيد، الذي يخطب في أربعة عصور سياسية مختلفة: منذ عهد جمال عبد الناصر ثم أنور السادات إلى حسني مبارك وأخيراً ما بعد حقبة مبارك.

خطبة هيمنت عليها التهاني للحاضرين، لكن بنبرة تحذرهم من الركون إلى الراحة، لأن «الثورة لم تنته بعد»، فكسر حاجز الخوف يجب أن «يعقبه بناء للدولة من أساسها وإدارة عجلة الإنتاج». وبعد الصلاة، انتشر المحتفلون في شوارع المدينة باتجاه ميدان سيدي جابر الذي اكتسب شهرة كبيرة عقب الثورة بصفته رمزاً للاعتصام ومنصة لضغط الثوار على النظام البائد، مرددين هتافات النصر، ومؤكدين أن الثورة لم تنته بعد، مع إصرارهم على رحيل حكومة أحمد شفيق، ومحاسبة المتورطين في قتل الشهداء، وحل جهاز مباحث أمن الدولة وإقالة محافظ الإسكندرية عادل لبيب ومحاكمته.


ليست هناك تعليقات: